قال الله تعالى :
(المُنَافِقُونَ والمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ )
اليست هذه الحقيقة التي يسعى إليها هؤلاء !!!!
أنهم يسعون حقيقة إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنهم يريدون لهذا المجتمع أن يكون مجتمع مليء بالمعاصي والفجور
أنهم يريدون لهذه البلاد أن تكون مثل البلدان المجاورة والتي أمتلئت بالمعاصي والفجور !!!
ألا يعلم هؤلاء الجهلة أنه قد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك لدى الجهات المعنية أن ما نسبته 70% من الجرائم الأخلاقية تم ضبطها من قبل رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن سمة هذه البلاد تختلف عن كثير من البلدان الإسلامية لما وجد فيه من هذا الجهاز العظيم ألا وهو رئاسة الأمر بالمعروف والنهي المنكر والذي يسعى كثير من العلمانيين والمنافقون في الصحافة المحلية وفي المنتديات إلى محاولات خبيثة لإسقاط هذا الجهاز وتشويه دوره الإيجابي الذي يشهد به القاصي والداني
لقد سعى كثير من الفسقة إلى منع دخول رجال الأمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى بعض المواقع الترفيهية وإلى بعض الأسواق والتي يملكها بعض الفساق فماذا حدث !!
لقد ظهرت الوقائع الانحرافية وايذاء الآخرين والفوضى والغزل والتعدي على الحرمات ! لأن هؤلاء المجرمون يعلمون أن مرور رجال الهيئات إلى هذه الأماكن سيظهر الأنضباط لدى المنحرفين أو يجعلهم يبتعدوا عن الطريق الذي يمر فيه أمثال هؤلاء المخلصون .
أن تارك الاحتساب ملعون على لسان أنبياء الله ورسله عليه السلام :
قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79) .
قال الله تعالى :
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
وقال تعالى: (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ))
روى الترمذي عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ))
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ((كان يقال : إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً، استحقوا العقوبة كلهم ))
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله حول أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره الاجتماعي على الفرد والمجتمع :
إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير واختفاء الفضائل وظهور الرذائل
وقال الإمام الغزالي : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين ، ولو طُوي بساطه وأُهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة ، واضمحلت الديانة ، وعمَّت الفترة ، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، وانتشر الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد..
أخي الكريم :
ما دورك في نصرة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لماذا لا نكون إيجابيين نحوهم ، نشاركهم في عملهم، ونسعى إلى مساعدتهم ، والدفاع عنهم عندما يجتمع عليهم أهل الباطل
نشاركهم في مقالة في صحيفة أو مجلة أو منتدى نبين فيه فضلهم وأثرهم على الناس
نشاركهم في دعم قضاياهم ونصرتهم والوقوف معهم في المحن
نشاركهم بدعوة في ظهر الغيب بأن الله ينصرهم ويمكن لهم في الأرض ويخزي كل من يسعى إلى إيذائهم أو الوقوع فيهم
أن أقل ما تقدمه لهم هو الدعاء لهم بالتوفيق والنصرة والتمكين
والدعاء على كل من وقع فيهم بغير حق أو آذاهم
بيان من الحسبة .. " المؤامرة على الهيئات "
الحسبة : إن ما يتعرض له في هذه الأيام جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين من هجمة شرسة تشنها بعض وسائل الإعلام هناك يستوجب منا إصدار هذا البيان لخطورة هذه الهجمة وعموم ضررها على الأمة :
المؤامرة على الهيئات
الحمد لله القائل : ) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ( الحج 41 والقائل سبحانه : ) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ( آل عمران 110، والصلاة والسلام على الهادي النذير القائل صلوات الله وسلامه عليه : " مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " ، والقائل r: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم " ...
إن هذه الحملة المسعورة التي تشنها بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحافة منها وعلى رأسها جريدة الوطن وعكاظ الصادرتان في السعودية من اختلاق للقصص الممجوجة والكتابات الحاقدة وافتعال للمواقف السخيفة وانتقاص من قدر رجال الهيئات المحتسبين وتصيّد للعثرات لهو بداية مؤامرة جديدة على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي سر خيرية هذه الأمة المحمدية وهذه الحملة شبيهة في كثير من فصولها بتلك المؤامرة التي حيكت تجاه تعليم البنات ..
ولنا مع هذه المؤامرة عدة وقفات :
أولاً : إن التجني على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإثارة الشبهة حول استخدام اليد في الإنكار يعتبر من المغالطة والمخالفة لنص قول الرسول r : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. " ويعتبر هذا الجهاز مخولا من قبل السلطة للإنكار بالقوة .
ثانياً : التعرض لأشخاص القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسب أو الاستهزاء والسخرية داخل في عموم قوله r : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " .
ثالثاً : إن ما يثار من أخطاء المنتسبين لجهاز الحسبة وتضخيمها لا يوازي بحال من الأحوال ذاك الهجوم المسلح في غرب الرياض بالأسلحة الرشاشة والمصفحات من قبل رجال الأمن على بيوت الأسر الآمنة في جوف الليل وترويعهم واقتيادهم إلى المعتقل شيوخا ونساء وأطفال ولم يسلم منها حتى الخادمات بلا وزر ارتكبوه ، فلماذا لم تتحدثوا عنها يا من تدعون الإنصاف والحرية الصحفية وتتهمون االمحتسبين زورا وبهتانا بترويع الآمنين وتكشف العورات .
رابعاً : إن أولئك الخائضين بالظلم والبهتان في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لا يعدون أن يكونوا أحد ثلاثة :
إما مقبوض عليه في قضية سابقة فأصبح من الحاقدين لأنه حيل بينه وبين ما يريد من فساد .
أو صاحب فكر منحرف لا يسره ظهور معالم الإسلام ممن قال الله فيهم : ) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ( .
أو أن يكون من الببغاوات التي تهذي بما لا تدري .
خامساً : إن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مهمة الأجهزة الرسمية فقط بل هي وظيفة المرسلين وأتباعهم بل عدها جمع من العلماء ركنا سادسا من أركان الإسلام وإن التخلي عنها أو الاتكال على البعض فيها لهو نذير شؤم ، قال تعالى : ) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ( فأي خير يبقى في الأمة عندما تتخلى عن تلك الميزة التي تميزت بها عن غيرها ، وإن من أوجب الواجبات على الأمة إحياء الاحتساب في أنفس الناس ذكورا وإناثاً .. خاصة في ظل هذه المتغيرات المتتابعة والحملات المأجورة لتحريف الدين وإشاعة المنكرات والدعوة إلى مماثلة المجتمعات الغربية ودعم الفساد وتيسيره ، فلتتظافر الجهود وليتكاتف الجميع لدفع السوء عن أهل الإسلام والمحافظة على حرمات المسلمين بالاحتساب على جميع المنكرات كل بحسبه وفي مكان عمله ولتستهدف مواطن المنكر ولنجعل الاحتساب هما للجميع يصحبهم في جميع أحوالهم .
سادساً : إن لإخواننا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حق علينا بمناصرتهم والذب عن أعراضهم قال r: " ما من امرئ يخذل امرأ مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " مسند الإمام أحمد ، ومن باب أولى عدم الخوض فيهم بالانتقاص والانتهاك .
سابعاً : إن هذه المؤامرة على جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاءت كردود أفعال على قبض بعض المفسدين من متنفذين أو صحفيين فهب أولياؤهم لنصرتهم وللكيد بأولياء الله والتعدي على حرمات المسلمين بعد أن حفظها أسود الميدان رجال الحسبة ، وإننا نحذر من الاستجابة لمثل تلك المخططات والمؤامرات لما لها من أثر في تفشي الفساد وانتهاك الأعراض ، والشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والمال والنسل ..
ثامناً : لا يزال جهاز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضعيفا مترهلاً بسبب التهميش المتعمد من قبل الحاكم فلا وظائف محدثة ولا ميزانيات توازي الأدوار المطلوبة والجهود المبذولة فضلاً عن عدم توفير وسائل الاتصال اللاسلكية والسيارات ، بل ولا ولا يلوح في الأفق أي توجه لدعمه وتطويره فلم يدرج ضمن الخطة الخمسية للبلد ، ولقد وعد وزير الداخلية الأمير نايف بتحقيق كثير من مطالب جهاز الهيئات ولكنه كان صوتا لم يتجاوز الآذان التي سمعته .
تاسعاً : لمواجهة هذه المؤامرة على جهاز الهيئات الساعية لتحجيمه أو دمجه تقتضي منا القيام بعدد من الأدوار للاحتساب عليها ، ويقترح لذلك ما يلي :
تفعيل الخطباء وحثهم على إلقاء الخطبة القادمة حول موضوع الهيئات وإبراز جهودها وحث عموم الأمة على الاحتساب على المنكرات فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب الجميع ، ويمكن الاستفادة من موقع المنبر على هذا الرابط :
http://www.alminbar.net/alkhutab/search_results.asp
إلقاء الكلمات في المساجد للتحذير من هذه المؤامرة على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
استثارة همم عموم الأمة في الاحتساب على المنكرات فالبلد بلد الجميع والمحافظة على نقائه وصفائه يستلزم التكاتف وتظافر الجهود .
الاتصال بالعلماء وموافاتهم بما ينشر ويستجد في هذه المؤامرة مع مطالبتهم بالقيام بدورهم تجاه هذه الحملة .
الاتصال بجريدة الوطن على االعناوين التالية :
أبها - مدينة سلطان طريق المطار التحرير- هاتف مجاني(8007540007)
سنترال 2273333
فاكس التحرير 2273756 ص.ب. 15155 .
جدة سنترال رقم 026522020
فاكس رقم 026503517
ص.ب 15155 الرمز البريدي 21583 .
الرياض سنترال رقم 014640494
( 20 ) خط
فاكس التحرير رقم 014665071
فاكس الإدارة رقم 014642949
ص.ب 69009 الرمز البريدي 11547 .
الدمام سنترال رقم 038277288 فاكس التحرير رقم 038277096
ص.ب 7709 الدمام الرمز البريدي 31472 .
الاتصال إلكترونياً :
http://www.alwatan.com.sa/info/contactus.htm
الاتصال بجريدة عكاظ على العناوين التالية :
خدمات القراء 8002440037
مكتب جدة 6760000
مكتب الرياض 4653316
مكتب الدمام 8595505
بريد info@okaz.com.sa
.
استكتاب الكتاب في الصحافة والانترنت في بيان دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حفظ البلد والرد على شبهات أولئك المبطلين .
سائلين المولى الكريم أن يتم علينا نعمه وأن يحفظ علينا ديننا وأن يقينا كيد الحاقدين وشر المفسدين وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحسبة 10/3/1424هـ
القصيدة للشاعر سعود حامد الصاعدي
يا هيئة الأمر بالمعروف يا أعضاء يا نجب ……. يا من أضاءت لهم من نورها الشهب
سيروا على الخير والمعروف قائدكــــم............... والمنكر الخصم في أجوائه السحب
فأنتم الشمس من نورها الهدى قبـــــس............. أشعة الشمس منها السحب تنسكب
انتم الأسود ولكن في شجاعتـــــــــــــها............. وأنتم البدر في الظلمـــــــات ترتغب
إن كان للناس أنساب ومفخـــــــــــــرة .......... فنهيكم نسب والأمر ذا نســـــــــب
وفي كتاب الهدى الرحمن يمدحــــــكم............. فهل أحبتنا من بعد ذا حســـــــــب
هبوا على الشر قصوا كل جارحــــــة............ و أستأصلوا الفسق لا يبقى له سبب
في غياهب الذل ألقوا كل خالــــــــــعة............ تبدي مساوئها طورا وتحتجـــــــب
منكم لأمتنا صيغت فضائلـــــــــها ............ بالنصح قد كتبت أمجادها الكتب
فانظر على عمر والنهي ديدنــــــــــه........... والأمــــــــــــر دأب له لله يحتســــــــب
في أمة عرفت في الحق منهجهــــــــا ............ لم ينثني أبدا بل قال ما يحــــــــــب
الحق مبدأهم والنصح منهجهـــــــــــم ......... والنهي والأمر في أيامهم ذهــــــــــب
سيروا على أمل والأجر مطلبكــــــــم ............ يا هيئة الأمر يا أعضاء يا نجب
أهمية الحسبة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الحسبة من أهم شعائر الدين ، التي يتم من خلالها نشر الهدى والخير بين الناس ، كما يتم من خلالها المحافظة على المجتمع المسلم من أخطار المعاصي والمنكرات ، وبذلك تؤدي الحسبة دوراً هاماً في الدعوة إلى الله وحفظ المجتمع المسلم .
والحسبة وظيفة دينية يقصد بها: القيام بالأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله .
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو من فروض الكفاية ، قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
قال ابن العربي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين وخلافة رب العالمين ، والمقصود الأكبر من فائدة بعث النبيين ، فالحسبة هي أحد مقاصد الأنبياء عليهم السلام ، وبها يصلح للناس دينهم وديناهم ، ويزيد هذا المعنى الإمام الغزالي إيضاحاً ويبين أهمية الاحتساب فيقول : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين ، ولو طُوي بساطه وأُهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة ، واضمحلت الديانة ، وعمَّت الفترة ، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، وانتشر الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد..)) وليس فيما قاله الإمام الغزالي مبالغة ، بل هو الواقع الذي يُشاهد في الأماكن التي لا يُؤمر فيها بالمعروف ولا يُنهى فيها عن المنكر ، فبهما تتم المحافظة على عقائد المسلمين من الانحراف وعباداتهم من الابتداع ، ودنياهم من الفساد ، وبهما تتم المحافظة على الآداب العامة والمعاملات التجارية والأمن والسلامة في المجتمعات
وأذكر فيما يلي شيئاً مما يوضح أهميتها من الكتاب والسنة ، حتى يدرك الجميع أهمية هذه الشعيرة وضرورة القيام بها، وأنها شعيرة لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدال غيرها بها ، وإذا علم المسلم هذه الأهمية وهذه المكانة السامية لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه سيتحمل الأذى الناتج عن القيام بها ، لأنها من أشد المجالات تعرضاً للابتلاء كما سيأتي إيضاحه
وتظهر أهمية الحسبة من وجهين ، وهما : الوجه الأول : فضائل القيام بها :
القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهامه العظام التي بُشر بها في الكتب السابقة ، كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر) (الأعراف: من الآية157) وهو كذلك من صفات عباد الله المؤمنين التي مدحهم بها، والتي تميزهم عن المنافقين ، كما قال سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر ) (التوبة: من الآية71) ، وقال عن المنافقين : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف) (التوبة: من الآية67) فقد وصف سبحانه المؤمنين بهذه الصفة ووصف المنافقين بضدها ، قال القرطبي : (( فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقاً بين المؤمنين والمنافقين ، فدلَّ على أن أخص أوصاف المؤمن : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورأسها الدعاء إلى الإسلام والقتال عليه )) [ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (4/47) ].
وقد ذكر سبحانه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات الصالحين الذين يطمع كل مسلم أن يكون منهم فقال : ( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران:113-114) قال الغزالي: (( فلم يشهد لهم بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) [ الإحياء للغزالي (2/334) ].
أنهما سبب الخيرية لهذه الأمة ، التي جعلها خير الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) (آل عمران: من الآية110).
أنهما سبب للنصر والتمكين ، وواجب من واجبات من مكَّنه الله في الأرض ، كما يقول تعالى : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41) . فمن نصر دين الله وجاهد أعدائه وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد نصر الله وبذلك يستحق النصر من عند الله القوي العزيز ، فإذا انتصر فإن الله شرط عليه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليستمر نصرهم لدين الله فيستمر نصر الله لهم، قال الضحاك : (( هو شرط شرطه الله عز وجل على من آتاه الله الملك )) وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم ، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله ، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر .. )) فقد وعد رسول الله أصحابه بالنصر والفتح واشترط على مَن يدرك النصر أن يتقي الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويستمر هذا الوعد على مرِّ العصور .
أنهما سبب لحصول الثواب وتكفير السيئات ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة يؤجر عليها المسلم ، كما روى الترمذي عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( .. وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة .. الحديث )) وهو صدقة لأن الآمر قد بذل الخير للآخرين وأرشدهم إلى ما ينفعهم ، وحذرهم مما يضرهم ، فأجره عظيم ، لأن نفعه متعدٍ للآخرين .
(المُنَافِقُونَ والمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ )
اليست هذه الحقيقة التي يسعى إليها هؤلاء !!!!
أنهم يسعون حقيقة إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنهم يريدون لهذا المجتمع أن يكون مجتمع مليء بالمعاصي والفجور
أنهم يريدون لهذه البلاد أن تكون مثل البلدان المجاورة والتي أمتلئت بالمعاصي والفجور !!!
ألا يعلم هؤلاء الجهلة أنه قد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك لدى الجهات المعنية أن ما نسبته 70% من الجرائم الأخلاقية تم ضبطها من قبل رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إن سمة هذه البلاد تختلف عن كثير من البلدان الإسلامية لما وجد فيه من هذا الجهاز العظيم ألا وهو رئاسة الأمر بالمعروف والنهي المنكر والذي يسعى كثير من العلمانيين والمنافقون في الصحافة المحلية وفي المنتديات إلى محاولات خبيثة لإسقاط هذا الجهاز وتشويه دوره الإيجابي الذي يشهد به القاصي والداني
لقد سعى كثير من الفسقة إلى منع دخول رجال الأمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى بعض المواقع الترفيهية وإلى بعض الأسواق والتي يملكها بعض الفساق فماذا حدث !!
لقد ظهرت الوقائع الانحرافية وايذاء الآخرين والفوضى والغزل والتعدي على الحرمات ! لأن هؤلاء المجرمون يعلمون أن مرور رجال الهيئات إلى هذه الأماكن سيظهر الأنضباط لدى المنحرفين أو يجعلهم يبتعدوا عن الطريق الذي يمر فيه أمثال هؤلاء المخلصون .
أن تارك الاحتساب ملعون على لسان أنبياء الله ورسله عليه السلام :
قال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (المائدة:78-79) .
قال الله تعالى :
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
وقال تعالى: (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله ))
روى الترمذي عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ))
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ((كان يقال : إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً، استحقوا العقوبة كلهم ))
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله حول أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره الاجتماعي على الفرد والمجتمع :
إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير واختفاء الفضائل وظهور الرذائل
وقال الإمام الغزالي : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين ، ولو طُوي بساطه وأُهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة ، واضمحلت الديانة ، وعمَّت الفترة ، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، وانتشر الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد..
أخي الكريم :
ما دورك في نصرة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لماذا لا نكون إيجابيين نحوهم ، نشاركهم في عملهم، ونسعى إلى مساعدتهم ، والدفاع عنهم عندما يجتمع عليهم أهل الباطل
نشاركهم في مقالة في صحيفة أو مجلة أو منتدى نبين فيه فضلهم وأثرهم على الناس
نشاركهم في دعم قضاياهم ونصرتهم والوقوف معهم في المحن
نشاركهم بدعوة في ظهر الغيب بأن الله ينصرهم ويمكن لهم في الأرض ويخزي كل من يسعى إلى إيذائهم أو الوقوع فيهم
أن أقل ما تقدمه لهم هو الدعاء لهم بالتوفيق والنصرة والتمكين
والدعاء على كل من وقع فيهم بغير حق أو آذاهم
بيان من الحسبة .. " المؤامرة على الهيئات "
الحسبة : إن ما يتعرض له في هذه الأيام جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين من هجمة شرسة تشنها بعض وسائل الإعلام هناك يستوجب منا إصدار هذا البيان لخطورة هذه الهجمة وعموم ضررها على الأمة :
المؤامرة على الهيئات
الحمد لله القائل : ) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ( الحج 41 والقائل سبحانه : ) كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ( آل عمران 110، والصلاة والسلام على الهادي النذير القائل صلوات الله وسلامه عليه : " مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " ، والقائل r: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه فتدعونه فلا يستجيب لكم " ...
إن هذه الحملة المسعورة التي تشنها بعض وسائل الإعلام وخاصة الصحافة منها وعلى رأسها جريدة الوطن وعكاظ الصادرتان في السعودية من اختلاق للقصص الممجوجة والكتابات الحاقدة وافتعال للمواقف السخيفة وانتقاص من قدر رجال الهيئات المحتسبين وتصيّد للعثرات لهو بداية مؤامرة جديدة على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي سر خيرية هذه الأمة المحمدية وهذه الحملة شبيهة في كثير من فصولها بتلك المؤامرة التي حيكت تجاه تعليم البنات ..
ولنا مع هذه المؤامرة عدة وقفات :
أولاً : إن التجني على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإثارة الشبهة حول استخدام اليد في الإنكار يعتبر من المغالطة والمخالفة لنص قول الرسول r : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. " ويعتبر هذا الجهاز مخولا من قبل السلطة للإنكار بالقوة .
ثانياً : التعرض لأشخاص القائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسب أو الاستهزاء والسخرية داخل في عموم قوله r : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " .
ثالثاً : إن ما يثار من أخطاء المنتسبين لجهاز الحسبة وتضخيمها لا يوازي بحال من الأحوال ذاك الهجوم المسلح في غرب الرياض بالأسلحة الرشاشة والمصفحات من قبل رجال الأمن على بيوت الأسر الآمنة في جوف الليل وترويعهم واقتيادهم إلى المعتقل شيوخا ونساء وأطفال ولم يسلم منها حتى الخادمات بلا وزر ارتكبوه ، فلماذا لم تتحدثوا عنها يا من تدعون الإنصاف والحرية الصحفية وتتهمون االمحتسبين زورا وبهتانا بترويع الآمنين وتكشف العورات .
رابعاً : إن أولئك الخائضين بالظلم والبهتان في الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لا يعدون أن يكونوا أحد ثلاثة :
إما مقبوض عليه في قضية سابقة فأصبح من الحاقدين لأنه حيل بينه وبين ما يريد من فساد .
أو صاحب فكر منحرف لا يسره ظهور معالم الإسلام ممن قال الله فيهم : ) وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ( .
أو أن يكون من الببغاوات التي تهذي بما لا تدري .
خامساً : إن شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست مهمة الأجهزة الرسمية فقط بل هي وظيفة المرسلين وأتباعهم بل عدها جمع من العلماء ركنا سادسا من أركان الإسلام وإن التخلي عنها أو الاتكال على البعض فيها لهو نذير شؤم ، قال تعالى : ) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ( فأي خير يبقى في الأمة عندما تتخلى عن تلك الميزة التي تميزت بها عن غيرها ، وإن من أوجب الواجبات على الأمة إحياء الاحتساب في أنفس الناس ذكورا وإناثاً .. خاصة في ظل هذه المتغيرات المتتابعة والحملات المأجورة لتحريف الدين وإشاعة المنكرات والدعوة إلى مماثلة المجتمعات الغربية ودعم الفساد وتيسيره ، فلتتظافر الجهود وليتكاتف الجميع لدفع السوء عن أهل الإسلام والمحافظة على حرمات المسلمين بالاحتساب على جميع المنكرات كل بحسبه وفي مكان عمله ولتستهدف مواطن المنكر ولنجعل الاحتساب هما للجميع يصحبهم في جميع أحوالهم .
سادساً : إن لإخواننا الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حق علينا بمناصرتهم والذب عن أعراضهم قال r: " ما من امرئ يخذل امرأ مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر امرأ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " مسند الإمام أحمد ، ومن باب أولى عدم الخوض فيهم بالانتقاص والانتهاك .
سابعاً : إن هذه المؤامرة على جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جاءت كردود أفعال على قبض بعض المفسدين من متنفذين أو صحفيين فهب أولياؤهم لنصرتهم وللكيد بأولياء الله والتعدي على حرمات المسلمين بعد أن حفظها أسود الميدان رجال الحسبة ، وإننا نحذر من الاستجابة لمثل تلك المخططات والمؤامرات لما لها من أثر في تفشي الفساد وانتهاك الأعراض ، والشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والمال والنسل ..
ثامناً : لا يزال جهاز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضعيفا مترهلاً بسبب التهميش المتعمد من قبل الحاكم فلا وظائف محدثة ولا ميزانيات توازي الأدوار المطلوبة والجهود المبذولة فضلاً عن عدم توفير وسائل الاتصال اللاسلكية والسيارات ، بل ولا ولا يلوح في الأفق أي توجه لدعمه وتطويره فلم يدرج ضمن الخطة الخمسية للبلد ، ولقد وعد وزير الداخلية الأمير نايف بتحقيق كثير من مطالب جهاز الهيئات ولكنه كان صوتا لم يتجاوز الآذان التي سمعته .
تاسعاً : لمواجهة هذه المؤامرة على جهاز الهيئات الساعية لتحجيمه أو دمجه تقتضي منا القيام بعدد من الأدوار للاحتساب عليها ، ويقترح لذلك ما يلي :
تفعيل الخطباء وحثهم على إلقاء الخطبة القادمة حول موضوع الهيئات وإبراز جهودها وحث عموم الأمة على الاحتساب على المنكرات فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب الجميع ، ويمكن الاستفادة من موقع المنبر على هذا الرابط :
http://www.alminbar.net/alkhutab/search_results.asp
إلقاء الكلمات في المساجد للتحذير من هذه المؤامرة على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
استثارة همم عموم الأمة في الاحتساب على المنكرات فالبلد بلد الجميع والمحافظة على نقائه وصفائه يستلزم التكاتف وتظافر الجهود .
الاتصال بالعلماء وموافاتهم بما ينشر ويستجد في هذه المؤامرة مع مطالبتهم بالقيام بدورهم تجاه هذه الحملة .
الاتصال بجريدة الوطن على االعناوين التالية :
أبها - مدينة سلطان طريق المطار التحرير- هاتف مجاني(8007540007)
سنترال 2273333
فاكس التحرير 2273756 ص.ب. 15155 .
جدة سنترال رقم 026522020
فاكس رقم 026503517
ص.ب 15155 الرمز البريدي 21583 .
الرياض سنترال رقم 014640494
( 20 ) خط
فاكس التحرير رقم 014665071
فاكس الإدارة رقم 014642949
ص.ب 69009 الرمز البريدي 11547 .
الدمام سنترال رقم 038277288 فاكس التحرير رقم 038277096
ص.ب 7709 الدمام الرمز البريدي 31472 .
الاتصال إلكترونياً :
http://www.alwatan.com.sa/info/contactus.htm
الاتصال بجريدة عكاظ على العناوين التالية :
خدمات القراء 8002440037
مكتب جدة 6760000
مكتب الرياض 4653316
مكتب الدمام 8595505
بريد info@okaz.com.sa
.
استكتاب الكتاب في الصحافة والانترنت في بيان دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حفظ البلد والرد على شبهات أولئك المبطلين .
سائلين المولى الكريم أن يتم علينا نعمه وأن يحفظ علينا ديننا وأن يقينا كيد الحاقدين وشر المفسدين وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحسبة 10/3/1424هـ
القصيدة للشاعر سعود حامد الصاعدي
يا هيئة الأمر بالمعروف يا أعضاء يا نجب ……. يا من أضاءت لهم من نورها الشهب
سيروا على الخير والمعروف قائدكــــم............... والمنكر الخصم في أجوائه السحب
فأنتم الشمس من نورها الهدى قبـــــس............. أشعة الشمس منها السحب تنسكب
انتم الأسود ولكن في شجاعتـــــــــــــها............. وأنتم البدر في الظلمـــــــات ترتغب
إن كان للناس أنساب ومفخـــــــــــــرة .......... فنهيكم نسب والأمر ذا نســـــــــب
وفي كتاب الهدى الرحمن يمدحــــــكم............. فهل أحبتنا من بعد ذا حســـــــــب
هبوا على الشر قصوا كل جارحــــــة............ و أستأصلوا الفسق لا يبقى له سبب
في غياهب الذل ألقوا كل خالــــــــــعة............ تبدي مساوئها طورا وتحتجـــــــب
منكم لأمتنا صيغت فضائلـــــــــها ............ بالنصح قد كتبت أمجادها الكتب
فانظر على عمر والنهي ديدنــــــــــه........... والأمــــــــــــر دأب له لله يحتســــــــب
في أمة عرفت في الحق منهجهــــــــا ............ لم ينثني أبدا بل قال ما يحــــــــــب
الحق مبدأهم والنصح منهجهـــــــــــم ......... والنهي والأمر في أيامهم ذهــــــــــب
سيروا على أمل والأجر مطلبكــــــــم ............ يا هيئة الأمر يا أعضاء يا نجب
أهمية الحسبة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن الحسبة من أهم شعائر الدين ، التي يتم من خلالها نشر الهدى والخير بين الناس ، كما يتم من خلالها المحافظة على المجتمع المسلم من أخطار المعاصي والمنكرات ، وبذلك تؤدي الحسبة دوراً هاماً في الدعوة إلى الله وحفظ المجتمع المسلم .
والحسبة وظيفة دينية يقصد بها: القيام بالأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ، والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله .
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو من فروض الكفاية ، قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (آل عمران:104)
قال ابن العربي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين وعمدة من عمد المسلمين وخلافة رب العالمين ، والمقصود الأكبر من فائدة بعث النبيين ، فالحسبة هي أحد مقاصد الأنبياء عليهم السلام ، وبها يصلح للناس دينهم وديناهم ، ويزيد هذا المعنى الإمام الغزالي إيضاحاً ويبين أهمية الاحتساب فيقول : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهم الذي ابتعث الله به النبيين أجمعين ، ولو طُوي بساطه وأُهمل عمله وعلمه لتعطلت النبوة ، واضمحلت الديانة ، وعمَّت الفترة ، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، وانتشر الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد..)) وليس فيما قاله الإمام الغزالي مبالغة ، بل هو الواقع الذي يُشاهد في الأماكن التي لا يُؤمر فيها بالمعروف ولا يُنهى فيها عن المنكر ، فبهما تتم المحافظة على عقائد المسلمين من الانحراف وعباداتهم من الابتداع ، ودنياهم من الفساد ، وبهما تتم المحافظة على الآداب العامة والمعاملات التجارية والأمن والسلامة في المجتمعات
وأذكر فيما يلي شيئاً مما يوضح أهميتها من الكتاب والسنة ، حتى يدرك الجميع أهمية هذه الشعيرة وضرورة القيام بها، وأنها شعيرة لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدال غيرها بها ، وإذا علم المسلم هذه الأهمية وهذه المكانة السامية لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه سيتحمل الأذى الناتج عن القيام بها ، لأنها من أشد المجالات تعرضاً للابتلاء كما سيأتي إيضاحه
وتظهر أهمية الحسبة من وجهين ، وهما : الوجه الأول : فضائل القيام بها :
القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهامه العظام التي بُشر بها في الكتب السابقة ، كما قال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر) (الأعراف: من الآية157) وهو كذلك من صفات عباد الله المؤمنين التي مدحهم بها، والتي تميزهم عن المنافقين ، كما قال سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر ) (التوبة: من الآية71) ، وقال عن المنافقين : (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف) (التوبة: من الآية67) فقد وصف سبحانه المؤمنين بهذه الصفة ووصف المنافقين بضدها ، قال القرطبي : (( فجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرقاً بين المؤمنين والمنافقين ، فدلَّ على أن أخص أوصاف المؤمن : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورأسها الدعاء إلى الإسلام والقتال عليه )) [ الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (4/47) ].
وقد ذكر سبحانه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات الصالحين الذين يطمع كل مسلم أن يكون منهم فقال : ( مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران:113-114) قال الغزالي: (( فلم يشهد لهم بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) [ الإحياء للغزالي (2/334) ].
أنهما سبب الخيرية لهذه الأمة ، التي جعلها خير الأمم لقيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) (آل عمران: من الآية110).
أنهما سبب للنصر والتمكين ، وواجب من واجبات من مكَّنه الله في الأرض ، كما يقول تعالى : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41) . فمن نصر دين الله وجاهد أعدائه وأقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد نصر الله وبذلك يستحق النصر من عند الله القوي العزيز ، فإذا انتصر فإن الله شرط عليه القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليستمر نصرهم لدين الله فيستمر نصر الله لهم، قال الضحاك : (( هو شرط شرطه الله عز وجل على من آتاه الله الملك )) وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم ، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله ، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر .. )) فقد وعد رسول الله أصحابه بالنصر والفتح واشترط على مَن يدرك النصر أن يتقي الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويستمر هذا الوعد على مرِّ العصور .
أنهما سبب لحصول الثواب وتكفير السيئات ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة يؤجر عليها المسلم ، كما روى الترمذي عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( .. وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة .. الحديث )) وهو صدقة لأن الآمر قد بذل الخير للآخرين وأرشدهم إلى ما ينفعهم ، وحذرهم مما يضرهم ، فأجره عظيم ، لأن نفعه متعدٍ للآخرين .